سيدنا الخضر
انت في الصفحة 2 من صفحتين
يمضي الرجلان .. و يقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم پقتل الغلام .. و يمضي .. فيزداد ڠضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي .. و يعاتب بلهجة أشد ..
أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا
تحول من إمرا إلى نكرا
و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشړ مثلنا .. و يعيش نفس حيرتنا .. يؤكد له الخضر مرة أخرى ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل ..
فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى ..
و هنا ينفجر موسى .. فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر .. قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا
الشړ نسبي .. و مفهومنا كبشر عن الشړ قاصر .. لأننا لا نرى الصور الكاملة ..
القدر أنواع ثلاث
شړا تراه فتحسبه شړا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا
فما بدا شړا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا هو النوع_الأول و هذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه .
النوع_الثاني
مثل قتل الغلام .. شړا تراه فتحسبه شړا .. لكنه في الحقيقة خير .. لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك .. فتعيش عمرك و أنت تحسبه شړا ..
هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث
الجواب لا .. بالتأكيد قلبها انفطر و أمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب ېقتله و يمضي .. و بالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول..
وأن الأول كان سيكون سيئا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ..
فهنا نحن أمام شړ مستطير حدث للأم .. ولم تستطع تفسيره أبدا .. و لن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة ..
نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك
أما هي فلم و لن تعرف ..
النوع_الثالث من القدر و هو الأهم
الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره و لن تراه و لن تعلمه ..
هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي .. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار لا ..
فلنعد سويا إلى كلمة الخضر القدر المتكلم
الأولى إنك لن تستطيع معي صبرا
لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله ..
الصورة أكبر من عقلك ..
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما .. ثق في ربك فإن قدرك كله خير .. و قل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله .. لكنني متسق مع ذاتي و متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها .. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا .. إذا وصلت لهذه المرحلة .. ستصل لأعلى مراحل الإيمان .. الطمأنينة .. و هذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله .. خيرا بدت أم شړا .. و يحمد الله في كل حال ..
و لاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا..
اللهم علمنا ماينفعنا و انفعنا بما علمتنا اللهم آمين ...
خاطرة جميلة جدا ..و مناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس و أكلها القنوط ..
اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك و يرضون بكل قدر كتبته لنا